ليس عليك أن تكون شريرًا في رواية أحدهم حتى تنتهى العلاقة بينكما!

مضت مدة لا بأس بها منذ انتهاء علاقتي مع إحدى صديقاتي المقربات سابقًا، كان الانفصال غير معلن الأسباب منها، فقد قالت لي إنها لا تريد أن تتعمق في معرفة شخص ما بمثل ما عرفتني به، وقتها شعرت بالخذلان، لظني أن علاقتنا تسير بشكل جيد، وإن كان فيها لحظات امتعاض بيننا وغضب غير مصرح به، لكنها كانت تسير!

لوهلة ظننت أن صداقتنا أمر مسلم به، مثل وجود عائلتي، هي علاقتي بها، قريبة وإن تخللها البعد قبل انفصالنا، كان الأمر مؤلمًا عندما صرحت بأنه علينا أن لا نتصرف بطريقة قريبة كما كنا، وقلت حسنًا.

لم أسأل كثيرًا ولم أثقل كاهلي بنقاش انتهى قبل بدئه، مر منذ ذلك الوقت حتى اليوم عيدان لم أهنئها بهما، وثلاثة أخبار سعيدة وددت لو شاركتها إياها، ولحظات سيئة وددت لو أنني تحدثت معها وانتهت المناسبة بالضحك والمواقف المستفزة التي نتعرض لها!

لكن ذلك لم يحدث، على الرغم من توجهي لمحادثتها في واتساب، وذهبت لجهات الاتصال في هاتفي لم نتحدث، سوى مرة واحدة يتيمة حملت هذه الرسائل بين طياتها كل المعاني الرسمية والاختصار.

راودتني مشاعر أني الشخص السيء في روايتها، ولكن تذكرت المبرر الشهير “إننا بشر خطاؤون” وهذه حقيقة. في العلاقات لا يوجد ذلك الشر المطلق ولا يوجد الخير المطلق، بل لكل طرف جانبان مع وجود نسبة تزيد عند أحد الطرفين وتقل في الآخر.

لكن لا أعزو هذه العلاقة إلى الشر والخير في كل منا، بل أعزوه لاختلاف اهتماماتنا، وتفرق طرق تفكيرنا، وإرادة كل منا في اتخاذ نمط محدد، لم ترضَ الأخرى أن تذهب إليه.

إن الاختلاف ينهي العلاقات دون مبرر واضح، خاصة إن لم يتماشى أحدهما مع الآخر، فأحدهما يهرول نحو أمرٍ ما، والآخر يمشي على هوادة. فتختلف طريقة الحديث ورؤية كل منهما للآخر لبعد المسافة القلبية والفكرية، حتى تختزل المشاعر والأفكار، وتظهر المحادثات أشبه بشرب القهوة بأكواب ورقية رقيقة هشة!

فتصبح العلاقة تحاكم بناءً على ما فعله الآخر، فمن أسرع يلقي باللوم على من يمشي على مهل، والعكس صحيح، اختلافات تنتج صراعات ونقاشات تحتد تارة وتبقى في الصدر تارة أخرى.

ليس كل اختلاف يحدث في الفكر ونمط العيش يكون الانفصال النهائي نتيجة حتمية، بل ينتج الاختلاف على الشكل الذي ذكرته آنفًا؛ انفصال قلبي أو فكري، وحتى انفصال في اللحظات التي يعيشها كل طرف، فيبتعد طرف عن مشاركة ما اعتاد مشاركته، لأن الآخر لن يفهم هذه اللحظات، لن يقدرها.

يدرك الاختلاف هذا بالقلب، وبتصادم الفكرة، وبأسلوب الآخر، وقد يرى أحدهم هذا، فيبدأ بوضع إطار للعلاقة حتى لا تنتهي، وقد يتخذ البعض طريقة أن علينا أن ننهي العلاقة، وكل طريقة يُبصر صاحبها وقتها ما الأفضل فيفعلها.

| حقوق الصورة البارزة


اكتشاف المزيد من مُدونة سالي الزيد

اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.

رأي واحد حول “ليس عليك أن تكون شريرًا في رواية أحدهم حتى تنتهى العلاقة بينكما!

أضف تعليق