10 دروس تعلمتها خلال 10 أشهر من كتابة المحتوى – نشرة أرشيف 27 البريدية – العدد 10

أهلًا أهلًا صديقي العزيز كيف حالك؟ عاد عيدك وعاش حبيبك – بعد العيد – آمل أن إجازة العيد قدمت لك جرعة من الراحة والطمأنينة، فهذا ما فعلته بي، عُدنا لسباق الحياة، ونحن نحمد الله أننا مسلمين موحدين، كُل ما نظرت للشعائر التي أحاطنا الله بها، قلبي يكاد يبكي من لطفه وحُسن تدبيره فالحمد لله. 

أهلًا بك صديقي الذي تقرأ  لي لأول مرة، أشكرك على وقتك، أنا سالي الزيد أكتب المحتوى وأدرس القانون، هذه النشرة التي تأتيك كُل شهر في يوم 27. أوثق في أعدادها الشهور التي تمضي من عمري، والتي أدون فيها ما أستطاب لي من الأفكار والتجارب، والتي قد تكون نافعة على المدى الطويل ولغيري من ارتئ مناسبتها.

سالي الزيد

أكتب اليوم عن الرحلة التي تكاد تقترب من 10 أشهر في كتابة المحتوى القانوني، رحلة كانت ولا زالت سعيدة، أشعر بأنها أنقذتني من فخ الشتات في الفكر والأمر، اليوم أسرد الرحلة بصفتي إنسان  كان مُستهلكًا للمحتوى وأصبح مُنتجًا له.

10 دروس خلال 10 أشهر من كتابة المحتوى

  1. 10 دروس خلال 10 أشهر من كتابة المحتوى
  2. 1. وضح هدفك 
  3. 2. أصنع المحتوى 
  4. 3. لا تقدم خدمات مجانية
  5. 4. حافظ على الرصانة والدقة في تقديم المعلومات 
  6. 5. طرق التقديم على العمل
  7. 6. أنشر منتجًا رقميًا  
  8. 7. فوض غيرك بالعمل
  9. 8. أسس فريقًا لا تكن فردًا
  10. 9. ثق بنفسك وأنت تتعلم، وأنت تعمل 
  11. 10. اجمع ملف به معلومات عن الشركات التي تُريد أن تعمل معاها
  12. لنتشارك 
  13. ختامًا
Photo by Judit Peter on Pexels.com

1. وضح هدفك 

كُل بداية إن لم تحمل هدفًا وغاية نهائية، فلن تُحقق نتائج، لذلك أعرف أن بدايتي الفعلية في كتابة المحتوى كانت في شهر سبتمبر الماضي، بعدما حددت أن لدي هدفين هما:

  1. صقل مهاراتي في الكتابة من خلال كتابة المحتوى
  2. الحصول على مبلغ مادي مُقابل ما أكتب 

هذه الأهداف ساهمت بجلب أول عميل لي بعدما بدأت بتحديد الخطة وأسست الكُنّاش القانوني.

2. أصنع المحتوى 

أسست الكُنّاش القانوني وأعددت المحتوى والتصميم ونشرت لمدة زادت عن شهرين بشكل متواصل، وشهرين بشكل متقطع، لم أضع خطة متينة للنشر أو مدروسة بشكل جيد، وهذا خطأ يؤخذ علي، لكن يعذر المبتذئ بخطئه، بعد شهرين من النشر عن نظام العمل جاء أول عميل لي وطلب محتوى لمدونة مكتب المحاماة، ولحسابهم في منصة انستغرام ولينكدإن. 

لم يطلب العميل منَّي ملف الأعمال، ولم نتناقش سوى عن كيف سيظهر المحتوى مناسبًا لهم، أدركت وقتها أن صناعة المحتوى ونشره مؤثر بحق! 

3. لا تقدم خدمات مجانية

    أكملت العمل مع ذات العميل لمدة ثلاثة أشهر، ويمكنني القول بأني كتبتُ مقالًا تمنيت لو كان منشورًا في مدونتي، بدلًا من مدونتهم، لقد بذلت فيه جهدًا جربت لذته لأول مرة فقد كتبت في وقت اختباراتي وسفري لمدينة أُخرى، وخرج عملًا رائع في نظري. 

    أدركت بعدها أن علي أن لا أقدم أي خدمة مجانية في مجال كتابة المحتوى القانوني لأن للمحتوى ثُقله الذي على الكاتب قبل العميل تقديره، بالأخص إن كان المحتوى لأغراض تجارية. 

    يقال أن تصورك عن نفسك وقيمك ينتقل لمن حولك، وأؤمن بأنك كلما قدرت ما تقدم من خدمات دون إفراط ولا تفريط بجهدك فالآخر سيقدرك. 

    4. حافظ على الرصانة والدقة في تقديم المعلومات 

      لكن حتى يقدرك عميلك عليك أن تقدر قيمة المحتوى الذي تقدمه، فعليه أن يكون  محتوى موثوق ورصين، أن لا تذكر معلومات غير موثوقة من الجهات الحكومية، أو مغلوطة، إن في حال قرائتك لمصدرين عليك أن تبحث عن مصدر ثالث ورابع حتى تتأكد من البيانات التي بين بيديك، وإلا فما قيمة ما تكتبه إن لم تتأكد!

      في كتابة المحتوى القانوني يأتيك العميل ولديه خلفية دقيقة، يُركز فيها على اللفظ والمعلومة وطريقة الطرح، لأن التاريخ مُهم، واللفظ قد يكون له تأويل، لذلك بتُ أكثر حرصًا خلال كتابتي على الأسلوب الذي لا يشبه كتابة المحتوى التسويقي أو الإبداعي، وعلى دقة المعلومة من خلال المواقع الرسمية مثل هيئة الخبراء في مجلس الوزراء، وجريدة أم القرى، والمواقع التي تختص في مجال بحثي باللغة العربية والانجليزية مثل Lexis Nexis والمدونات القانونية، بجانب اطلاعي على البحوث الصادرة من جمعية قضاء، والكتب المتخصصة الأخرى. 

      5. طرق التقديم على العمل

         بدأت في شهر أكتوبر الماضي، بالتقديم على فرص عمل من خلال ثلاثة طرق هي:

        • نشر المحتوى كما ذكرت سابقًا، والذي من خلال أظهرت أني مختصة في كتابة المحتوى القانوني.
        • المشاركة في مساحات رديف على منصة أكس والتفاعل مع الحسابات الأخرى، لخلق شبكة علاقات والتي من خلالها أتاني ثلاثة أعمال في كتابة المحتوى القانوني من قبل الزملاء. 
        • بحانب مراسلة المنشآت القانونية بغرض الكتابة لهم. راسلت شركتين للمحاماة، ومتجر كُتب. أرسلت ثمانية رسائل بمعدل ثلاثة رسائل لكُل لعميلين منهم، ورسالتين للعميل الآخر. 

         أتاني رفض من متجر الكُتب لعدم اهتمامهم بصناعة المحتوى للمتجر- على الرغم من أني وضحت لهم أن عملي مجاني تمامًا لمدة شهر- أول شركة راسلتها لم ترد علي بخصوص رسائلي، والشركة الآخرى ردت ولكن عرضت علي العمل مُقابل نسبة (10%) مقابل كُل عميل يأتي من خلال حساباتهم التي سأكتب فيها، لكنِ رفضت ذلك، على الرغم من توفر الوقت. 

        🗒️ أرى العمل (بالنسبة) مُرهق ومُتعب، بالأخص لمن يرى أن ما يبذله من جهد عليه أن يكون مدفوعًا، فالأجر الذي سيأتي منه غير مضمون، ولصالح أغراض تجارية وهو الترويج للشركة، فإن العمل بعد مدة على هذا النمط حتى لو تلقيت نسبة منهم، يُثقلك ويجعلك لا تبذل إلا بالحد الأدنى من الجهد

        صورة من الرسالة الصياغة التي أراسل بها الشركات، مع اختلاف المضمون في كُل رسالة

        6. أنشر منتجًا رقميًا  

          ينصح الكثير ممن أعرف من المختصين بالعلامات الشخصية، أن يكون لك منتج رقمي، مثل كتاب أو ملف أو نشرة بريدية، حتى تستطيع أن تكتب ما يظهر خبرتك، الكثير من الناس يصنعون المحتوى لكن قلة منهم من لديهم منتجات رقمية. 

          ولا أخفيك أن النظرة لصانع محتوى لديه كتاب أو نشرة بريدية في نظري تُضخم منه، وتظهر لي أنه مُحترف أكثر، وهذه مشاعر تراودني عندما أرى منتجات رقمية حقيقية مثل منتجات عبد العزيز آل رفده، والذي أصدر ثلاثة كُتب رائعين، آخرهم هو الذي أقرأه الآن “خواطر مُفكرة”.

          إن عزمت على أن تُنتج منتجًا رقميًا بالأخص الكُتب، أجعل عملك مُتقن غير مُختصر صُب فيه معرفتك وخبرتك. أكتب عن شيئًا لم يجعل له كتاب بعد، أو أطلق نشرة بريدية مُتخصصة في مجال ما أنت تُتقنه، حتى يأتيك العميل ليعمل معك والزميل لينتفع من علمك. 

          7. فوض غيرك بالعمل

          خلال شهر فبراير الماضي، جاءت لي عدة أعمال بوقت واحد مع عملاء جدد، لكتابة محتوى لوسائل التواصل الاجتماعي ومقالات للمدونات، كُنت في ذلك الوقت أظن أن إدارتي للوقت ستجعلني أتمكن من الانتهاء منهم جميعًا ولوحدي.

           ولكن أدرت بعد بضعة أيام أن الإنتاج في عدة أعمال بوقت واحد أمر مُرهق للغاية، لذلك بدأت بتفويض بعض الأعمال التي أخدتها لصديقة تعمل في ذات المجال، لم تكن المرة الأولى جيدة بتفويض شخص آخر بالعمل، خاصة فقد كان هُناك بعض الملاحظات التي أخدتها من العميل، بتُ أُعدل على المحتوى في بعض الأحيان بما يتناسب مع إرادة العميل، ولكن محاسن التفويض جعلتني استحسنه فقد وجدتُ وقتًا للتركيز على الأعمال الآخرى. 

          أصبحت من بعد هذه المرة أفوض الأعمال عندما لا يكون لدي وقت لها. كما بات لدي من أعتمد عليه، ليس فقط في مجال الكتابة، بل توسعت للمجالات الآخرى.

          8. أسس فريقًا لا تكن فردًا

          بصفتي عضو في مجتمع رديف، حصلت على الدعم الذي مكننَّي من تقدير قيمة العلاقات في العمل الحر، وأن يكون لك جماعة يمكنك أن تعمل معهم وتبني حقًا عمل رائع، ففي النهاية صناعة المحتوى لا تعتمد على كاتب فقط، بل على فريق كامل به مسوق ومصمم وكاتب ومدير حسابات إلخ. 

          لا يأتي الفريق أو الشراكات في العمل إلا من خلال علاقات جيدة، تتعرف فيها على الأشخاص بالحد اللازم الذي يجعلك تعرض عليهم عمل، أو يعرضوا عليك. أحمد الله على أنه يسر لي علاقات رائعة مع كُتّاب ومختصين آخرين، تعاونت معهم على مشاريع، وحظيت بسماع خبراتهم ومعارفهم. 

          9. ثق بنفسك وأنت تتعلم، وأنت تعمل 

          قبل عدة أشهر كُنت أشك في خطواتي، على الرغم من امتلاكي التشجيع ممن حولي حتى أخوض غمار التجارب، ولكنِ كُنت أضخم الفكرة في عقلي، بينما تنفيذها في الواقع ليس بهذا الهول الذي تخيلته. 

          في فبراير الماضي واحد من أهم الأعمال التي حصلت عليها، كان كتابة محتوى للينكدإن ونشرة بريدية موجه للمستثمرين، باللغة الإنجليزية، تخوفت كثيرًا كثيرًا، على الرغم من أن لغتي الإنجليزية جيدة، ولكن تخوفت من المصطلحات القانونية بالإنجليزية، وأن ينتقد عملي وعدم دقتي في الكتابة بالإنجليزية، لكن زميلي الذي أحضر لي العمل قدم لي معروفًا بتشجيعي، حتى قبلت ولم يمضي أسبوعين وشعرت بأن العمل أسهل مما تخيلته، وحتى ما كُنت أتخوف منه بات هينًا الحمد لله، وتلقيت إطراء حيال ما كتبت من قبل المختصين في الشركة. 

          إن ما يُحبط المحاولات المُستمرة ويمنع النفس عن الإنجاز وتحقيق نتائج حقيقة، هو التشكيك بها وبقدراتها، والإتكاء جانبًا وكأن قدرك أن تُشكك في نفسك، لا أن تُصلح هذا الشك وتبدأ بالمحاولة المستمرة. 

          يغلب على الإنسان عدم تمكنه من التعامل مع الشيء بأنه بسيط، بل يبحث عن التعقيد خلفه، فإن قُلت له، توكل على الله والله مُدبر أمرك، سيبحث عن كُل الأسباب التي ستمنعه عن حتى يتوكل بنطقه، لا بقلبه. 

          10. اجمع ملف به معلومات عن الشركات التي تُريد أن تعمل معاها

          في العمل الحر، أنت مسؤول البحث عن عمل مستمر وعملاء جدد، حتى لو حصلت على عملاء مستمرين بالعمل معك، من الأفضل أن تحرص على إنشاء ملف به جدول يخص العملاء المحتملين لك الذين يمكن أن تستهدفهم في رسالة (Cold Mail) لتعرض خدماتك عليهم. 

          الشركة 01الشركة 02الشركة 03
          رقم التواصل 05000000005333333055555555
          مع من سأتحدث؟أحمد فيصل سلمى
          لماذا أريد العمل معهم؟الشركة يمكن تُلبي متطلباتي في العمل، ويبدوا لديهم رغبة في صناعة المحتوىيمكن أن تتوفر لي وظيفة حضورية، خاصة أن مقر الشركة يقع في مدينتيمديرة الشركة شخصيتها جميلة وفريق المحتوى لديهم رائع ويمكنني أن أضيف لهم خبراتي
          ما الذي يمكن أن أعمل معهم؟كاتبة محتوى كاتبة محتوىمُختصة SEO وكاتبة محتوى
          نظرة عامة على ما تقدمه الشركةتقدم الشركة خدماتها للمستثمرين، ويبدوا أن لديهم اهتمام في المستثمرين من خارج المملكة، نظرًا لأنهم يعتمدون على أن يكون المحتوى باللغة الانجليزية ويخص مجال الاستثمار في المملكة. الشركة مختصة في قضايا الشركات والحوكمة، وما يتعلق بهم من القوانين، قدمت الشركات غالب خدماتها لشركات سعودية مثل المراعي وبنك البلاد، ويبدو أن تركيزهم على ما يخص النظام التجاري والعمل وما يتعلق بهما بجانب أن الشركة تُعد من النُخبة في حوكمة الشركات تُبدي الشركة اهتمامًا في المحتوى الطويل، وذلك من خلال نشرهم المنتظم للمقالات على مدار سنتين، كُل شهر مقالتين، ولا يوجد وجود فعلي لهم على منصات التواصل، لذلك يمكنني أن أعرض عليهم أن أقدم خدمات لتحسين محركات البحث، بجانب كتابتي لمحتوى لمنصات التواصل بالأخص تويتر ولينكدإن
          جدول يشرح كيف يمكنك أن تُنظم بيانات الشركات التي تناسبك للعمل معاه

          يساعدك جدول مثل هذا على أن تُفلتر العملاء المنُاسبين، وأن تجد طريقة التواصل معهم لتُحصل على فرص عمل. 

          عشرة أشهر مرت بخير الحمد لله على فضله وتيسيره، آمل أن يكون ما كتبت ذو نفع لك يا صديقي، كُنت أريد أن أذكر نقاط أُخرى ولكن لم أُحبب الإطالة أكثر من ذلك، على أمل أن أقدم لك قريبًا عملًا يمكنك من خلال أن تتعرف على كتابة المحتوى كما لم أعرفها من قبل.

          لنتشارك 

          لم يتنسى لي مشاهدة أو قراءة الكثير خلال الشهر الماضي، فقد انغمست في العمل على مشروع جديد أخذ مني وقتًا كثيرًا وعله يرى النور قريبًا. 

          لكن مع ذلك عُدت للمشي اليومي، وأكثرت من سماع البودكاست، وأعجبتني حلقة عبدالمجيد الفوزان في بودكاست سوالف بزنس. 

          حلقة عبد المجيد الفوزان في سوالف بزنس

          بدأت خلال اليومين الماضيين قراءة كتاب عبدالعزيز آل رفدة- بارك الله فيه- حديث النشر “خواطر مُفكرة”، ولم أود الحديث عنه سوى بعد انتهائي منه، ولكن بدايته الجميلة تجعلني أوصي به، وهو كتاب خفيف يمكن قراءته في جلسة أو اثنتين إن توفر لديك الوقت. 

          ختامًا

          أُنهي حديثي معك يا صديقي بقول أبو البقاء الرندي

          لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ، فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسان

          ✨⏳ لأن الإنسان لا يستطيع تذكر كُل شيء، شاركني إن كان لديك نصائح أو توصيات علها تعود بالنفع على أحدهم.  آمل أن يكون العدد نال استحسانك، نلتقي الشهر القادم إن شاء الله يا صديقي.. 

          إن أحببت التواصل معي يمكنك ذلك من خلال بريدي الإلكتروني: salisultanwr@gmail.com 


          اكتشاف المزيد من مُدونة سالي الزيد

          اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.

          رأي واحد حول “10 دروس تعلمتها خلال 10 أشهر من كتابة المحتوى – نشرة أرشيف 27 البريدية – العدد 10

          أضف تعليق